.يعد صدور صوت الطقطقة من الركبة أمراَ شائعاً لدى الكثيرين، وهو ناتج عن حركة المفصل أثناء تحريك الركبة، بحيث يمكننا سماع صوت الطقطقة بعد القيام من وضعية الجلوس لفترة طويلة أو القيام بالأنشطة التي تعتمد على إستخدام الركبة. وصدور هذا الصوت في الركبة قد يعتبر أمر عادي ما لم يرتبط بوجود ألم فيها، وإلاّ فإن ذلك الألم قد يشير إلى وجود مشكلة صحية ما في الركبة.

..إن من إحدى أسباب حدوث الصوت في الركبة هي نقصان السائل الزلالي داخل المفصل. إذ يعمل هذا السائل على منع الإحتكاك بين العظام وتآكلها. فضلاً عن أنه يساعد على تقليل الضغط على سطح مفصل الركبة أثناء المشي أو الجري.

..عادة ما يقوم الجسم بإنتاج السائل الزلالي بشكل طبيعي من تلقاء نفسه، ولكن مع تقدم العمر تبدأ كمية السائل في الإنخفاض في مفاصل الركبة بشكل تدريجي. والجدير بالذكر أن هناك عوامل تساعد على سرعة جفاف مفصل الركبة، مثل: زيادة الوزن، إصابات الحوادث التي أدت إلى أضرار بليغة للركبة، إلى جانب سوء إستخدام الركبة كالجلوس بوضعية القرفصاء بشكل دائم مع وجود الأمراض المزمنة: كمرض السكري، والضغط، وأمراض إلتهاب المفاصل كالنقرس والروماتيزم.

..الإن جفاف السائل الزلالي يمكن أن يسبب ألماً وتيبساً في الركبتين بكل سهولة، ناهيك عن سرعة إصابة الركبة بالخشونة. مما قد يتسبب في حدوث أصوات للركبة خاصة عند المشي أو ثني الركبة، مع وجود تورم وإحمرار فيها. فإذا لم يتم معالجتها على الفور فقد يؤدي إلى تدهور حالة الركبة بشكل أشد.

..يتم علاج جفاف السائل الزلالي عن طريق حقن حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid) أو ما يعرف بـ(السائل الزلالي الصناعي) وهو عبارة مادة ذات خصائص مشابهة للمواد الطبيعية في أنسجة الركبة. والتي تعمل على تشحيم سطح المفصل، لتقليل الألم والتورم والإلتهاب، وتقليل الإحتكاك وتحسين حركة المفصل. إذ يستمر مفعول العلاج حوالي 6-12 شهراً تقريباً. كما أن هناك خيار آخر للعلاج، وهو حقن الصفائح الدموية أو ما يسمى بـ PRP (Platelet Rich Plasma) (البلازما الغنية بالصفائح الدموية). حيث تقوم هذه البلازما على إصلاح الأنسجة ومعالجة الإصابة وتقليل الألم. كما أن آلية حقن البلازما في جسم المريض، تتم عن طريق أخذ دم المريض نفسه، والقيام بفصل البلازما عن خلايا الدم من خلال إجراء عملية ميكانيكية باستخدام الترسيب أو الطرد المركزي، ليتم أخذ البلازما فقط وإعادة حقنها مرة أخرى في مفصل الركبة. وهذا الإجراء يعتمد على حالة المريض الصحية وتقييم الطبيب لمدى فعالية العلاج. 

..لذا فإنه من الأفضل ألا يُترك مفصل الركبة إلى أن يصل إلى مرحلة الخشونة والتآكل الشديد بسبب جفاف السائل الزلالي، كي لا يضطر المصاب به إلى تلقي العلاج الجراحي وتبديل المفصل لأجل حل المشكلة.  

جفاف السائل الزلالي داخل الركبة سوف تؤدي إلى خشونتها