للحفاظ على صحتك.. لا تجازف بالرعاية الصحية عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي

يُعتبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي من أبرز الوسائل التي استخدمها الأفراد للحصول على الرعاية الصحية في الوقت الحالي، وفي بعض الأحيان يتم استشارة الأطباء وحتى إجراء التشخيص عن بُعد. لكن لا يُعد هذا الأمر موثوقًا، حيث يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على صحة المرضى ويتسبب في مشاكل جسيمة.

 

الدكتور محمد هطيف، استشاري جراحة العظام والمفاصل، يحثّ المرضى على عدم اللجوء إلى الرعاية الصحية عن بُعد، فلا يمكن للأطباء الحصول على المعلومات الكافية والتشخيص الدقيق عبر الوسائل الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، بدون فحص الشخص مباشرة.

 

تشير الدراسات والبحوث العلمية إلى أن استخدام التكنولوجيا والإجراءات الطبية عن بعد قد تتسبب في إضافة المزيد من المشاكل على صحة المرضى، بسبب عدم الحصول على التشخيص الدقيق. بعض الأمراض يمكن أن تكون أكثر تعقيدًا من ذلك، ولا يمكن للأطباء تحديد الحالة وسط تقارير المرضى عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.

 

بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض المرضى للخطر نتيجة الصرف الخاطئ للأدوية أو العلاج، والذي يمكن أن يؤثر على صحتهم بشكل سلبي. لذلك، يجب أن يتمكّن الأطباء من رؤية وتقييم جسم المريض مباشرةً ليتمكّنوا من تحديد الحالة بشكل دقيق، وصرف العلاج المناسب.

 

في النهاية، حرصًا على صحة المرضى وتقديم العلاج الأمثل، يجب تجنب الاستشارة عن بعد والحصول على الرعاية الصحية من الأطباء المختصين مباشرةً. علينا جميعاً أن نفهم أن الرعاية الصحية هي أمر حيوي، وعلينا تجنب الممارسات التي تضعنا في خطر، وتُحبط من عمل الأطباء المحترفين والكفؤين الذين يحرصون على تقديم خدمات الرعاية الصحية بدقة وعناية فائقة. 

أهمية التشخيص الدقيق في تحديد العلاج المناسب

 

التشخيص هو المرحلة الأولى في عملية العلاج، فلا يمكن العلاج بدون تشخيص دقيق. يُعد التشخيص نوعًا من التحليلات الطبية التي تهدف إلى تحديد السبب الرئيسي وراء الأعراض التي يعاني منها المريض، وتحديد الطريقة الأمثل للعلاج.

 

التشخيص يساعد على تحديد المسار الأمثل للمريض نحو الشفاء.

 

وعلى الرغم من أن التشخيص يعد من الأمور الأساسية والضرورية للعلاج، فإنه قد يتم تحليل وتقييم الحالة والداء بطريقة غير صحيحة. ويتم مراعاة هذا الجانب عبر العديد من الخطوات، حيث يكون التشخيص التفصيلي عبر تقديم القصة المرضية من خلال المريض وتحديد تفاصيل عن المرض هو مرحلة البداية في التشخيص.

 

يتكون التشخيص من ثلاث خطوات رئيسية، ويعتمد بشكل رئيسي على تاريخ المرضى، والفحص السريري، والفحوصات الإضافية اللازمة.

 

الخطوة الأولى: قصة المريض

 

يعتبر إجراء الاستجواب المناسب والتحدث مع المريض عن تفاصيل مرضه وتاريخه المرضي الهام بشكل كبير. وبمجرد قيام الطبيب بالتحدث مع المريض، يمكنه إدراك العديد من الأعراض التي قد يعاني منها المريض والأسباب التي دفعت المريض نحو الطبيب.

 

حيث يقوم الطبيب بطرح الأسئلة المتتالية على المريض، مثل الأعراض التي يشعر بها المريض، والأعراض التي يعاني منها ، كمية الألم التي يحس بها وتقييم نمط حياته، ورعايته الصحية العامة منذ الولادة وحتى الآن، وكذلك سلوكه ونمط حياته وعاداته الغذائية والفضولية. طرح الأسئلة بشكل دقيق لتجنب الخطأ في التشخيص وتجنب تحليل الحالة بشكل غير صحيح.

 

ويتم الاستفادة من القصة المرضية للمريض في تحديد التشخيص التفصيلي وتمييز الحالات الخطيرة والغير خطيرة في نفس الوقت، وهذا ما يعزز من فعالية العلاج ويساعد على تقليل مدة فترة العلاج للمريض.

 

الخطوة الثانية: الفحص السريري

 

بعد القيام بتفاصيل القصة المرضية للمريض، يقوم الطبيب باجراء الفحص السريري عليه، وهو يتم من خلال تقييم الأعراض الرئيسية والتي غالبًا ما يعاني منها المريض، وتحديد العلامات المحتملة للمرض، ومن ثم التشخيص الأولي للمرض.

 

يشمل الفحص السريري العديد من النواحي، مثل قياس درجة الحرارة وضغط الدم ومراقبة دقات القلب، وتقييم حالة أعضاء الجسم بشكل عام. ويتم تحليل نتائج الفحوصات من أجل الوصول الى التشخيص الأولي واقتراح العلاج المناسب للحالة المرضية.

 

الخطوة الثالثة: الفحوصات والإشعات الإضافية

 

في بعض الحالات يكون الفحص السريري غير كافٍ لتشخيص الحالة، وعليه يقوم الطبيب باجراء فحوص إضافية مثل الفحوصات المخبرية والإشعات الإضافية (مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي) على الجسم بشكل عام والعضو المصاب بشكل خاص.

 

ويقوم الطبيب بتحليل نتائج تلك الفحوصات واستنتاج الأسباب الحقيقية للمرض ومن بعد تقديم التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.

 

من وجهة نظر تقنيات الطب الحديثة، فإن الخطوات الأولى والثانية هي الأهم في العملية. إذ أنها تمثل 98٪ من نجاح التشخيص. يهدف الطب الحديث إلى توفير جميع الأدوات، المعلومات، والإعداد الضرورية لتحديد التشخيص بشكل أمثل وكذلك تحديد العلاج الأمثل.

 

الاختتام

 

يوضح المقال أن التشخيص هو العلاج الأساسي، وأن أي تشخيص يجب أن يتم بطريقة صحيحة ودقيقة. ويساعد التشخيص في تحسين جودة العلاج والقدرة على علاج الحالات بشكل أكثر كفاءة. لذلك، من المهم الالتزام بالخطوات الأساسية للتشخيص بشكل صحيح، والاعتماد على تحليل دقيق من خلال الخبراء الطبيين المؤهلين وذوي الخبرة والنزاهة في العملية التشخيصية، حيث يمكنهم تنفيذ هذه الخطوات بطريقة صحيحة للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب للحالة المرضية.

 

في النهاية، يجب تحقيق التشخيص الدقيق واتباع الإجراءات اللازمة من قبل طاقم الرعاية الصحية، بدءًا من الحصول على التاريخ المرضي التفصيلي إلى الفحص السريري واستخدام الفحوصات الإضافية اللازمة. يعتبر التشخيص هو العلاج كله، وهو المفتاح الأساسي لنجاح العلاج.

 

المصادر

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK338593/#!po=0.331126

https:

//www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4975285/

 

 

  • التشخيص
  • العلاج
  • الهاتف
  • وسائل التواصل الاجتماعي
  • المخاطر