كل ما تريد معرفته عن أورام العظام الحميدة في الأطفال

هل تعلم أن أورام العظام الحميدة هي من أكثر الأمراض شيوعاً التي تصيب الأطفال حول العالم؟ هل تعلم أن هذه الأورام قد تسبب آلاماً شديدة وضعفاً في العظام وانحناءات في الهيكل العظمي؟ هل تعلم أن هناك عدة أنواع من هذه الأورام وأن كل نوع يحتاج إلى علاج مختلف؟

 

في هذه المقالة، سوف نشرح لك كل ما تحتاج إلى معرفته عن أورام العظام الحميدة في الأطفال، من تعريفها وأسبابها وأعراضها وأنواعها وطرق التشخيص والعلاج والوقاية منها. كما سوف نشارك معك بعض النصائح والإرشادات للحفاظ على صحة عظام طفلك وتجنب المضاعفات المحتملة.

 

 

أورام العظام الحميدة هي نموات غير سرطانية تحدث في العظام أو الأنسجة المحيطة بها، مثل الغضروف أو النسيج الضام أو الأوعية الدموية. تتكون هذه النموات من خلايا سليمة، لكنها تتكاثر بشكل غير طبيعي وتشكل كتلة صلبة غالبًا ما تكون غير سرطانية، أي لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

 

 

لا يُعرف بالضبط ما هي أسباب أورام العظام الحميدة، لكن يُعتقد أنها قد ترتبط ببعض العوامل، مثل:

 

- التغيرات الجينية: قد تحدث بعض التغيرات في المادة الوراثية (DNA) للخلايا، مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي لهذه الخلايا

- التغيرات الهرمونية: قد تؤثر بعض الهرمونات، مثل هرمونات النمو، على نمو الخلايا العظمية وتسبب تكوين أورام.

- الإصابات أو الالتهابات: قد تحفز بعض الإصابات أو الالتهابات في العظام نمو الخلايا بشكل زائد وتسبب تكوين أورام.

- التاريخ العائلي: قد يكون للوراثة دور في حدوث بعض أنواع أورام العظام الحميدة، خاصة إذا كان لدى أحد أفراد العائلة حالة وراثية تؤثر على صحة العظام.

 

 

أورام العظام الحميدة قد تسبب مجموعة من الأعراض، تختلف باختلاف موقع وحجم ونوع الورم. بعض هذه الأعراض هي:

 

- ألم في المنطقة المصابة، قد يكون مستمرًا أو متقطعًا، وقد يزداد حدته عند التحرك أو التمدد.

- تورم أو نتوء في المنطقة المصابة، قد يكون ملحوظًا عن طريق اللمس أو المشاهدة.

- انحناء أو تشوه في العظم المصاب، قد يؤدي إلى تغيير في شكل أو وظيفة الطرف المصاب.

- كسور في العظم المصاب، قد تحدث بسبب ضغط الورم على العظم أو بسبب ضعف العظم نتيجة نقص المادة المعدنية فيه.

- عدم وجود أعراض واضحة، قد تحدث في بعض حالات أورام العظام الحميدة، خاصة إذا كانت صغيرة ولا تؤثر على وظائف الجسم.

 

 

هناك عدة أنواع من أورام العظام الحميدة، تختلف باختلاف نوع الخلايا التي تتكون منها والأنسجة التي تؤثر عليها. بعض هذه الأنواع هي:

 

- الكيس العظمي: هو كيس مليء بالسائل يحدث في نهاية

العظم ويسبب ضعفًا في العظم وامتدادًا في العظام المجاورة له.

 

 

 

- الجريب العظمي: هو نمو حليم في العظم، يحدث في العظام الطويلة مثل عظم الفخذ والساعد، ويمكن أن يسبب تشوه وانحناء في العظم المصاب.

 

 

 

- الليفوما العظمية: هو نمو نسيج ليفي في العظم، تحدث بشكل أكثر شيوعًا في الفك السفلي والجمجمة، ويسمى أيضًا بورم شبكي.

 

 

 

- العظم الزجاجي: هو نمو غير طبيعي لنسيج الغضروف في العظم، يحدث بشكل أكثر شيوعًا في الفقرات الظهرية والورك والكعب، ويمكن أن يسبب تآكل في العظم وتشوهات في الهيكل العظمي.

 

 

 

- القلح العظمي: هو نمو ليفي في العظم، يحدث في العظام الطويلة والفقرات والجمجمة، ويمكن أن يسبب تشوه وتضعف في العظم.

 

 

 

- الفيبرومة العظمية: هي أورام نادرة تحدث في العظام، تتكون من خلايا نسيجية غير طبيعية ويمكن أن تؤثر على وظيفة العظم المصاب وتسبب آلامًا شديدة.

 

 

 

 

 

 

لتشخيص أورام العظام الحميدة، يجب على الطبيب إجراء فحص سريري للطفل وسؤاله عن تاريخه الصحي والعائلي وأعراضه. كما يجب على الطبيب طلب بعض الفحوصات التي تساعد في تحديد نوع وموقع وحجم الورم، مثل:

 

-الأشعة السينية: هي أكثر الفحوصات شيوعاً وسهولة لرؤية العظام والأورام الموجودة فيها. يمكن للأشعة السينية إظهار شكل وحجم وموقع الورم وتأثيره على العظم.

-التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): هو فحص يستخدم أشعة سينية متعددة لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للجسم. يمكن للتصوير المقطعي المحوسب إظهار تفاصيل أكثر عن الورم والأنسجة المحيطة به.

-التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): هو فحص يستخدم مجالاً مغناطيسياً قوياً وموجات راديو لإنشاء صور مفصلة للجسم. يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي إظهار نوعية وكثافة الورم والأنسجة المحيطة به.

-فحص العظام (bone scan): هو فحص يستخدم مادة مشعة تُحقَّن في الوريد وتتراكم في الأماكن التي تحدث فيها نشاط عظمي زائد. يمكن لفحص العظام إظهار مواقع انتشار الورم في جسم الطفل.

-الخزعة (biopsy): هو فحص يستخدم إبرة أو جراحة لأخذ عينة من خلايا الورم وفحصها تحت المجهر. يمكن للخزعة تأكيد التشخيص وتحديد نوع الورم بدقة.

 

 

 

لا يوجد علاج واحد لأورامالعظام الحميدة، ويعتمد على عوامل مثل نوع وحجم وموقع وأعراض الورم. بعض الخيارات العلاجية هي:

 

  -المراقبة: في بعض الحالات، لا يحتاج الورم إلى علاج فوري، ويكفي مراقبته بشكل دوري بواسطة الأشعة السينية أو الفحوصات الأخرى لمتابعة حجمه ونشاطه. قد يتوقف بعض الأورام عن النمو أو يختفي بمرور الوقت، خاصة عند الأطفال.

  -الأدوية: في بعض الحالات، يمكن استخدام بعض الأدوية لتقليل حجم أو نشاط الورم أو لتخفيف الألم المصاحب له. مثلاً، يمكن استخدام حقن الستيرويدات لعلاج الكيس العظمي، أو استخدام مثبطات نشاط خلايا العظام لعلاج الخلية العظمية العملاقة، أو استخدام مضادات الالتهابات أو المناعة لعلاج النسيج الأوعدة اللمفاوية الورمية.

  -الإشعاع: في بعض الحالات، يمكن استخدام جرعات منخفضة من الإشعاع لتقليل حجم أو نشاط الورم أو لتخفيف الألم المصاحب له. مثلاً، يمكن استخدام الإشعاع لعلاج ورم آدامانتينوما أو ورم كورديوما.

 

 

  -الجراحة: في بعض الحالات، يكون من الضروري إزالة الورم جراحياً للحفاظ على صحة وقوة وشكل العظم. قد تتطلب بعض عمليات إزالة الورم إعادة بناء العظم بواسطة زرع عظم أو معدن أو مادة صناعية. مثلاً، يمكن استخدام الجراحة لعلاج الحرشفة العظمية أو النسيج الأوعدة الشبكي أو العظم الهش.

 

 

 

 

لا يوجد طريقة مؤكدة للوقاية من أورام العظام الحميدة، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة بها باتباع بعض التدابير، مثل:

 

-الحفاظ على نمط حياة صحي: ينصح بتناول نظام غذائي متوازن وغني بالكالسيوم والفيتامينات والبروتينات، والابتعاد عن التدخين والكحول والمواد المسببة للسرطان.

-الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: ينصح بممارسة التمارين الرياضية التي تقوي عضلات وأربطة وأوتار الجسم، وتزيد من كثافة وصلابة العظام، وتحسن من تدفق الدم والأكسجين إلى الأنسجة.

 

- الانتباه إلى أية أعراض غير طبيعية: ينصح بزيارة الطبيب في حال ظهور أي أعراض مثل ألم أو تورم أو انحناء في العظام، وإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص وعلاج أي حالة مرضية محتملة.

- المتابعة مع الطبيب بشكل دوري: ينصح بالمتابعة مع الطبيب بشكل دوري في حال وجود تاريخ عائلي لأورام العظام أو وجود حالة وراثية تؤثر على صحة العظام، وإجراء الفحوصات الوقائية للكشف المبكر عن أي أورام.

 

 

خاتمة

 

في هذه المقالة، قدمنا لك كل ما تريد معرفته عن أورام العظام الحميدة في الأطفال، من تعريفها وأسبابها وأعراضها وأنواعها وطرق التشخيص والعلاج والوقاية منها. نأمل أن تكون هذه المقالة قد أفادتك وأجابت على تساؤلاتك.

 

إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن هذا الموضوع أو غيره من الموضوعات المتعلقة بصحة عظام طفلك، فلا تتردد في زيارة موقعنا hutaif-orthopedic.com/)، حيث ستجد مقالات وفيديوهات وأخبار ونصائح طبية موثوقة ومحدثة.

 

كما ندعوك إلى مشاركة هذه المقالة مع أصدقائك وأفراد عائلتك على مواقع التواصل الاجتماعي، لتوعية المزيد من الناس عن هذه الحالة الشائعة بين الاطفال