التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال: ماذا تحتاج إلى معرفته

التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال هو حالة خطيرة تحدث عندما تصيب البكتيريا مفصل الورك لدى الطفل. يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا وانتفاخًا واحمرارًا وحمى ، وقد يؤدي إلى تلف دائم في المفصل أو حتى مضاعفات تهدد الحياة إذا لم يتم علاجه بسرعة. في هذه المقالة ، سنشرح ما هي أسباب التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال ، وكيفية تشخيصه وعلاجه ، وما هي النتائج والمضاعفات المحتملة.
 
 

ما هي أسباب التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال؟

 
 
التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال عادة ما يكون ناتجًا عن بكتيريا تدخل مجرى الدم من مصدر آخر للعدوى ، مثل جرح في الجلد أو عدوى في الأذن أو عدوى في الجهاز التنفسي. تسافر البكتيريا إلى مفصل الورك وتتكاثر هناك ، مما يسبب التهابًا وتكوّن صديد. أكثر البكتيريا شيوعًا التي تسبب التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال هي:
 
 
 العنقودية الذهبية ، وهي توجد على جلد وأنف كثير من الناس. يمكن أن تسبب عدوى في الجلد ، وخراجات ، والتهاب رئوي ومتلازمة شوكة سامة. كما أنها أكثر سبب شائع لالتهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال فوق سن 2 سنة.
 
 
 عقديات بيتا نزولية المجموعة B ، وهي توجد في المهبل والمستقيم لبعض النساء الحوامل. يمكن أن تسبب عدوى خطيرة في حديثي الولادة ، مثل التهاب السحايا ، والتهاب رئوي وتعفّن. كما أنها أكثر سبب شائع لالتهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الرضع الذين يكتسبونه أثناء الولادة.
 
 
 نيسيريا السيلانية ، وهي عدوى جنسية تنتقل تسبب التهاب الإحليل ، والتهاب عنق الرحم ، والتهاب الحوض وعقم. يمكن أن تسبب أيضًا عدوى متفشية للسيلان ، والتي تشمل مفاصل متعددة ، وآفات جلدية حمراء صغيرة وحمى. لا تزال أكثر سبب شائع لالتهاب المفصل الإنتاني الوركي عند المراهقين.
 
 
 عقديات بيتا نزولية المجموعة A ، وهي سبب شائع لالتهاب الحلق بالعقديات ، وحمى القرمزية والحمى الروماتيزمية. يمكن أن تسبب أيضًا عدوى غازية مثل التهاب الأنسجة الخلوية المتآكل ، ومتلازمة شوكة سامة والتهاب المفصل الإنتاني. هي أكثر سبب شائع لالتهاب المفصل الإنتاني الوركي بعد عدوى الجدري (الحصبة) .
 
 
 كائنات HACEK ، وهي مجموعة من البكتيريا التي تعيش في الفم والحلق. تشمل هايموفيلوس ، وأكتينوباسيلوس ، وكارديوباكتيريوم ، وإيكينيلا وكينجيلا. يمكن أن تسبب التهاب بطانة القلب (عدوى صمامات القلب) ، والتهاب سحايا والتهاب المفصل الإنتاني. كينجيلا كينجا شائعة بشكل خاص في الأطفال دون سن 4 سنوات.
 
 

بعض العوامل التي تزيد من خطر التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال هي:

 
 
 قصور في نضج
 قِسْطَرَة
 علاج في وحدة رعاية حديثات الولادة
 إجراءات جراحية مثل قِسْطَرَة سُرَّة، أو قِسْطَرَة وریدیَّة، أو نَخْز كَعْب قد تؤدي إلى حدوث بَکْتیریَّیَّة مُؤَقَّتَة
 نقص المناعة أو قمع المناعة
 استخدام مضادات حیویَّة مؤخرًا
 
 

كیف یتم تشخیص التھاب المفصل الإنتاني الورکی عند الأطفال؟

 
 
قد يكون من الصعب تشخیص التھاب المفصل الإنتاني الورکی عند الأطفال لأنھ یمکن أن یحاکی حالات أخرى مثل التھاب المفصل المؤقت أو التھاب المفصل الروماتیزمی. لذلک ، یجب على الطبیب أخذ تاریخ سریری کامل للطفل ، وإجراء فحص جسدي دقیق ، وطلب بعض التحاليل المخبرية وإجراء عملية شفط للمفصل.
 
 
التاريخ السريري: يسأل الطبيب عن عوارض وأعراض الطفل ، مثل مدة وشدة الألم ، والانتفاخ ، والاحمرار ، والحرارة ، والحمى ، والقشعريرة ، والارتجافات. كما يسأل عن أية عدوى أو إصابات أو جروح سابقة في الجلد أو في أي جزء من الجسم. كما يسأل عن أية أمراض مزمنة أو نقص في المناعة أو استخدام لأية أدوية.
 
 
الفحص الجسدي: يفحص الطبيب مفصل الورك لدى الطفل بحثًا عن أية علامات للعدوى ، مثل احتقان ، أو احتباس حراري ، أو احتقان ، أو انتفاخ ، أو حرارة ، أو تحسس. كما يقيس درجة حرارة الطفل ومعدل ضربات القلب ومعدل التنفس. كما يفحص الطبيب باقي الجسم للكشف عن أية علامات لعدوى في أماكن أخرى ، مثل الجلد ، أو الأذن ، أو الحلق ، أو الصدر ، أو البطن.
 
 
التحاليل المخبرية: يطلب الطبيب بعض التحاليل المخبرية للتأكد من وجود عدوى وتحديد نوعها. هذه التحاليل قد تشمل:
 
تحليل دم كامل (CBC): يقيس عدد ونوع خلايا الدم في عينة من الدم. قد يكون هناك ارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء (WBC) في حالة وجود عدوى.
 
 
تحديد سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR): يقيس معدل ترسيب كريات الدم الحمراء في عينة من الدم. قد يكون هناك ارتفاع في سرعة الترسيب في حالة وجود التهاب.
 
 
بروتين C-التفاعلي (CRP): يقيس مستوى بروتين معين في الدم يزيد في حالة وجود التهاب.
 
 
زراعة دم: تزرع عينة من الدم في مختبر لمعرفة إذا كان هناك نمو لأية بكتيريا. قد يستغرق هذا الاختبار عدة أيام لإظهار النتائج.
 
 
زراعة بول: تزرع عينة من البول في مختبر لمعرفة إذا كان هناك نمو لأية بكتيريا. قد يستغرق هذا الاختبار عدة أيام لإظهار النتائج.
 
 
شفط المفصل: هو إجراء جراحي يتم فيه إدخال إبرة رفيعة في مفصل الورك وسحب سائل المفصل (synovial fluid) لفحصه. هذا الإجراء يساعد على:
 
إزالة صديد: يزيل صديد المفصل ، وهو مادة سائلة تحتوي على خلايا دم بيضاء وبكتيريا وأنسجة ميتة. إزالة صديد المفصل يساعد على تخفيف الضغط والألم والالتهاب.
 
 
زراعة سائل المفصل: تزرع عينة من سائل المفصل في مختبر لمعرفة إذا كان هناك نمو لأية بكتيريا. قد يستغرق هذا الاختبار عدة أيام لإظهار النتائج.
 
 
فحص سائل المفصل: يُفحَص سائل المفصل تحت المجهر لملاحظة شكل وعدد خلايا الدم والبكتيريا
 
 

كيف يتم علاج التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال؟

 
علاج التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال يتطلب تدخلاً سريعاً وشاملاً لمنع تلف المفصل أو انتشار العدوى. يشمل العلاج على:
 
المضادات الحيوية: هي أدوية تقتل البكتيريا أو تمنع نموها. يتم إعطاء المضادات الحيوية للطفل عن طريق الوريد (IV) في المستشفى لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أسابيع. نوع وجرعة المضادات الحيوية تعتمد على نوع وحساسية البكتيريا المسببة للعدوى. قد يستمر إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الفم (PO) في المنزل لمدة أطول بعد خروج الطفل من المستشفى.
 
الشفط المتكرر: هو إجراء جراحي يتم فيه إزالة صديد المفصل بانتظام باستخدام إبرة رفيعة. قد يتم إجراء هذا الإجراء مرة واحدة أو أكثر حسب حالة المفصل واستجابته للعلاج. قد يتم إجراء هذا الإجراء تحت التخدير الموضعي أو التخدير الكامل.
 
الجراحة: هي إجراء جراحي يتم فيه فتح مفصل الورك وإزالة صديد المفصل وأية أنسجة مصابة أو ميتة. قد يكون هذا الإجراء ضروريًا في حالات شديدة من التهاب المفصل الإنتاني أو في حالات فشل الشفط في تنظيف المفصل بشكل كافٍ. قد يتم إجراء هذا الإجراء تحت التخدير الكامل.
 
الثبات والتأهيل: هو علاج غير جراحي يهدف إلى منع حركة مفصل الورك وتقليل التهابه والألم. قد يشمل ذلك استخدام جبائر أو مشابك أو مثبتات لثبات مفصل الورك في وضعية محايدة. كما قد يشمل ذلك استخدام مسكنات للألم ومضادات للالتهاب. بعد تحسن حالة المفصل ، قد يحتاج الطفل إلى علاج طبيعي لاستعادة حركة وقوة مفصل الورك.
 

ما هي النتائج والمضاعفات المحتملة؟

 
إذا تم تشخيص وعلاج التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال بشكل سريع وصحيح ، فإن النتائج عادة ما تكون جيدة ويمكن للطفل أن يتعافى تمامًا. ومع ذلك ، إذا تأخر التشخيص أو العلاج ، أو إذا كانت العدوى شديدة أو مقاومة للعلاج ، فقد تحدث بعض المضاعفات ، مثل:
 
تلف المفصل: يمكن أن تؤدي العدوى إلى تلف الغضروف أو العظام أو الأربطة في مفصل الورك ، مما يسبب تشوهات أو تضيقات أو تصلبات في المفصل. هذا قد يؤثر على حركة ووظيفة مفصل الورك ويزيد من خطر حدوث التهاب المفصل التنكسي (التهاب المفاصل) في المستقبل.
 
انتشار العدوى: يمكن أن تنتشر البكتيريا من مفصل الورك إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم ، مما يسبب عدوى في القلب (التهاب بطانة القلب) ، أو الرئتين (التهاب رئوي) ، أو الدماغ (التهاب سحايا) ، أو العظام (التهاب عظم) ، أو الجلد (خراجات). هذه العدوى قد تكون خطيرة وتهدد حياة الطفل.
 
الصدمة: هي حالة خطيرة تحدث عندما يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل أو الدم بسبب العدوى. هذا يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وضعف التروية للأعضاء الحيوية. هذه الحالة قد تسبب فشلاً في وظائف الأعضاء والموت.
 

كيف يمكن منع التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال؟

 
لا يمكن منع جميع حالات التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال ، لكن هناك بعض التدابير التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر حدوثها ، مثل:
 
التطعيم: يجب إعطاء جميع التطعيمات الموصى بها للأطفال لحمايتهم من بعض الأمراض المعدية التي قد تسبب التهاب المفصل ، مثل التهاب المزيلات (Hib) ، والجديري (MMR) ، والسيلان (Gonorrhea).
 
النظافة: يجب تشجيع الأطفال على غسل يديهم بانتظام بالماء والصابون ، خاصة قبل وبعد تناول الطعام أو اللعب مع الحيوانات أو الأشخاص المرضى. كما يجب تنظيف وتغطية أية جروح أو خدوش في الجلد بشكل جيد لمنع دخول البكتيريا.
 
الرعاية الصحية: يجب مراجعة الطبيب عندما يشعر الطفل بأي علامات أو أعراض للعدوى ، مثل الحمى ، أو السعال ، أو الألم في الأذن ، أو التهاب الحلق ، أو التهاب المفصل. كما يجب اتباع تعليمات الطبيب بشأن استخدام المضادات الحيوية أو أية أدوية أخرى.
 
التوعية: يجب تثقيف الآباء والأطفال عن التهاب المفصل الإنتاني الوركي وخطورته وأسبابه وأعراضه وعلاجه. كما يجب تشجيعهم على طلب المساعدة الطبية في حالة شكهم في حدوث التهاب المفصل.
 

خلاصة

 
التهاب المفصل الإنتاني الوركي عند الأطفال هو حالة خطيرة تستدعي التدخل السريع والشامل. إذا تم تشخيصه وعلاجه بشكل صحيح ، فإن النتائج عادة ما تكون جيدة ولا تترك آثارًا. ومع ذلك ، إذا تأخر التشخيص أو العلاج ، فقد تحدث مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة وحياة الطفل. لذلك ، من المهم مراقبة صحة الطفل والتواصل مع الطبيب في حالة شك في حدوث التهاب المفصل.