علاج خشونة الركبة نهائيا

أ.د/ محمد هطيف
يتم توفير هذه المعلومات كخدمة تعليمية وليس الغرض منها أن تكون بمثابة نصيحة طبية. يجب على أي شخص يسعى للحصول على مشورة أو مساعدة محددة لجراحة العظام أن يستشير جراح العظام الخاص به.

 

هل تعلم؟
تألف مفصل الركبة من ثلاثة عظام، إضافة إلى الأوتار التي تربط العظام بالعضلات، والأربطة التي تربط بين العظام نفسها لتعزز من استقرار المفصل. كما يضم المفصل غضروفين على شكل حرف c، ومن هنا جاءت تسميتهما "الغضروفين الهلاليين"، واللذين يلعبان دور الوسادة المحيطة بالمفصل، فيما تُساعد الأجربة المفصلية، وهي عبارة عن أكياس مليئة بالسائل، الركبة على الحركة بحرية.*

 

هل تعلم؟
69% من الأشخاص الذين يعانون من الألم يعانون منه في مفصل الركبة.**

 

كيف يمكن علاج خشونة الركبة؟

يشعر بعض الأشخاص في مرحلةٍ ما من حياتهم بألم في الركبة والذي قد يكون ناجمًا عن عديد من الحالات أشهرها خشونة الركبة، وعادةً ما يزيد الألم في حالة بذل مزيد من المجهود البدني. يلجأ غالبية الأشخاص لاستخدام بعض الكريمات أو الأقراص المسكنة للألم لتخفيف الأعراض، لكن يمكن أن يتفاقم الوضع في حال إهمال العلاج، لذا سنتحدث في هذا المقال عن علاج خشونة الركبة سواء بالزيوت أو الأدوية أو بالطرق الأخرى.

علاج خشونة الركبة

خشونة الركبة هي أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، إذ تمر المفاصل بدورتها الطبيعية ما بين الإصلاح والتلف، لكن قد تحدث بعض التغيرات في أثناء عملية الإصلاح سواء في شكل المفصل أو بنيته ما يسبب التهاب المفصل.

تحدث خشونة الركبة عندما يتآكل الغضروف إما نتيجة التقدم في العمر، أو نتيجة عوامل أخرى، ما يسبب احتكاك العظام ببعضها ويؤدي بدوره لشعور المريض بالألم.

تعمل العلاجات على تقليل الألم الناجم عن هذه الحالة، ومساعدة المريض على تحريك ركبته بشكلٍ أفضل، فهي حالة لا يمكن علاجها بشكل نهائي وإنما فقط إيقاف تطورها.

تُصنف طرق العلاج على النحو التالي:

  • علاجات غير دوائية.
  • علاج دوائي.
  • العلاج الجراحي.

العلاجات غير الدوائية

تتسبب عديد من العوامل في تطور الإصابة بخشونة الركبة، فعلى سبيل المثال يسهم الوزن الزائد في زيادة احتمالية حدوث خشونة الركبة، كذلك التعرض للضغط المستمر على المفصل والتقدم في العمر.

لذا تساعد بعض الطرق والعلاجات المنزلية في تقليل الألم وتحسين حركة المفصل، وتشمل:

  • استخدام الحرارة أو الثلج؛ لتخفيف التورم والألم.
  • إنقاص الوزن لتخفيف الضغط على الركبتين.
  • ممارسة الرياضة، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات.
  • استخدام عكاز أو دعامات على الركبة لدعم حركة المفصل.
  • تجربة العلاج الطبيعي؛ لزيادة قوة المفصل وتوسيع نطاق حركته.
  • استخدام الكريمات الموضعية المحتوية على المنثول أو الكافور أو الكابسيسين.

العلاج الدوائي

يتوافر عديد من الأدوية المساعدة على تخفيف أعراض خشونة الركبة، ومن أمثلتها:

  • الأدوية الفموية والكريمات المحتوية على مضادات الالتهاب غير السترويدية (NSAIDS).
  • العلاجات المحتوية على الباراسيتامول؛ لتخفيف الألم.
  • الحقن الستيرويدية طويلة المفعول، والتي تساعد على تقليل الالتهاب وتسكين الألم ويمكن أخذها ثلاث أو أربع مرات في السنة.
  • حقن التزليق، مثل: حمض الهيالورونيك لتحسين حركة المفصل.

العلاج الجراحي

يقرر الطبيب اللجوء للعلاج الجراحي في حال لم تفلح الحلول السابقة، وتتضمن جراحات خشونة الركبة ما يلي:

  • تنظير مفصل الركبة: على الرغم من أنه لا يُنصح به، لكنه يوفر الراحة للمريض بعد إزالة النتوءات العظمية.
  • تطعيم الغضروفيوفر هذا الحل خيارًا أمثل للمرضى الأصغر سنًا، إذ يُستخدم الغضروف السليم لملء التآكل في غضروف مصاب.
  • تقويم المفاصل: عن طريق الاستبدال الكلي أو الجزئي لمفصل الركبة بقطع معدنية أو بلاستيكية؛ لاستعادة حركته.
  • قطع عظم الركبة: في حال تلف جانب واحد من المفصل، إذ يُقطع إما عظام القصبة أو الفخذ ثم يُعاد تشكيلها؛ لتخفيف الوزن عن الجانب التالف من المفصل.

اقرأ أيضًاما هي عملية منظار الركبة؟ ومتى يمكن المشي عند بعدها؟

أدوية علاج خشونة الركبة

يعتمد اختيار العلاج المناسب على المرحلة التي وصل إليها مريض خشونة الركبة، وتنقسم المراحل إلى:

المرحلة الصفرية

تُصنف هذه المرحلة بأنها طبيعية، فلا تظهر أي علامات أو أعراض لخشونة الركبة، ولا يحتاج الشخص لتناول أي أدوية.

المرحلة الأولى

في هذه المرحلة يبدأ ظهور نتوءات عظمية صغيرة، وهو عبارة عن نمو عظمي يتطور حتى تتلاقى العظام ببعضها البعض في المفصل، وقد تحدث خسارة طفيفة في الغضروف، لكنها غير كافية لتقليل مساحة المفصل.
لا يتطلب الأمر تناول العلاج الدوائي في هذه المرحلة، لكن في حال كان لدى المريض قابلية لحدوث خشونة الركبة، فقد يوصي الطبيب ببدء تمارين روتينية للمساعدة على تخفيف أي أعراض طفيفة ومحاولة إبطاء الخشونة.

المرحلة الثانية

تعد هذه المرحلة من المراحل الخفيفة في خشونة الركبة، وتكشف الأشعة السينية عن نمو أكبر في النتوءات العظمية، لكن الغضروف لا يزال في حالته وحجمه الطبيعيين، والمسافة بين العظام كما هي فلا يحدث احتكاك بين العظام، كما أن السائل الزلالي موجود بكمية كافية لتوفير حركة طبيعية للمفصل.

تبدأ الأعراض بالظهور في هذه المرحلة، مثل:

  • ألم بعد الجري أو المشي لفترة طويلة.
  • تصلب في المفصل عند تحريكه لفترة طويلة.
  • ألم عند الركوع أو الانحناء.

يساعد الاكتشاف المبكر للحالة على وضع خطة لمنعها من التدهور، إذ تسهم العديد من العلاجات غير الدوائية بشكل أساسي في تخفيف الأعراض، وليس هناك حاجة لتناول الأدوية في هذه المرحلة.

من المهم في هذه المرحلة إنقاص الوزن، وممارسة الرياضة، وتجنب الحركات التي تسبب ألم الركبة، مثل الركوع، كما يمكن تناول الأدوية المسكنة في حالة الشعور بالألم، مثل مضادات الالتهاب غير السترويدية والباراسيتامول.

المرحلة الثالثة

تُصنف المرحلة الثالثة من خشونة الركبة بالمعتدلة، ويظهر تلف واضح في الغضروف وتبدأ المسافة بين العظام في الضيق، ومن المرجح أن يعاني المريض من الأعراض التالية:

  • ألم متكرر عند المشي أو الانحناء أو الركوع.
  • تصلب المفاصل بعد الجلوس لفترات طويلة أو الاستيقاظ في الصباح.
  • تورم المفاصل بعد الحركة لفترات طويلة.

من أهم العلاجات المستخدمة في هذه المرحلة ما يلي:

  • حقن الجلوكوكورتيكويد: يوصي الطبيب في هذه المرحلة بمضادات الالتهاب السترويدية في حال لم تنجح المسكنات الأخرى، وتعد الجلوكوكورتيكويدات أحد أنواع مضادات الالتهاب السترويدية، مثل الكورتيزون الذي يُحقن في المفصل؛ لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب. تشمل الأنواع الأخرى من مضادات الالتهاب السترويدية، الهيدروكورتيزون والبريدنيزولون، ويمكن تكرار الحقن في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر.
    تُظهر الأبحاث أن الاستخدام طويل الأمد لهذه العلاجات يمكن أن يؤدي إلى زيادة تلف المفاصل؛ لذا يجب متابعة الحالة بعناية مع الطبيب.
  • مسكنات الألم: يستمر الأشخاص المصابون بتناول العلاجات المسكنة، مثل: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأسيتامينوفين، بالإضافة إلى فقدان الوزن وممارسة التمارين. في حال لم تنجح المسكنات السابقة، فيمكن للطبيب اللجوء لفئة أقوى من المسكنات، مثل الترامادول، لكن لا يُنصح بالاستخدام المطول له نظرًا لكونه من المواد المخدرة.

المرحلة الرابعة

تعد هذه المرحلة من خشونة الركبة متأخرة وشديدة الأعراض، إذ يعاني المريض من ألم شديد عند المشي أو تحريك المفصل؛ بسبب التقلص الكبير في مساحته.

ينخفض السائل الزلالي بشكل كبير، ويتآكل الغضروف بالكامل، لذا يزداد الاحتكاك بين العظام بشكل كبير.

تعد الجراحة هي العلاج المتاح في هذه المرحلة، وتتضمن التالي:أفضل دكتور عظام في صنعاء

مواضيع ذات صلة